Saturday, July 02, 2011

تنفيسة ٤

........ سلام علي طول السلام للبولاقية

ولما نقول بولاق يعني الادب والاخلاق

وتحية للحاج سعيد وصُحبته اللي منورانا

واللي ميعرفش الحاج سعيد يبقي مات من اربعين سنة .......

***********

لو كانت الطبيعة لا تبتهج للدماء

لجعلت السُبل إلي الخير أكثر سهولة

(شاعر مش فاكر إسمه)

******************

KOSHER

ما بين الدقة والشطة وطنطنة المغرفة علي حلة المكرونة، رز وعتس وبصل متحمر، وف محل كشري من محلات وسط البلد، وفي انتظار الطبق السوبر يوصل ولقيت نفسى بتسألني:” تعرف يعني إيه كشري؟”......

يا نهار أبيض بعد العشرة الطويلة دي كلها مع الكشري والصولات والجولات في جميع محلاته ف الجمهورية ومعرفش معناه ايه أما صحيح إخص عليا !!!

إنما صحيح معناها إيه؟ أصل الكلمة؟ مين اللي إخترع تاني اشهر اكلة ف البلد بعد الفول والطعمية وبتنافس علي المركز الاول ساعات؟!!

عندك إجابة؟


سألت كتير ودورت ملقيتش ليها أثر ومحدش عارفها، قالولي: “دي يا إما فارسي أو تركي..... ممممم ....” طيب النت اللي مسبش كبيرة ولا صغيرة؟ مفيش أثر.....مطولش عليك لا تنام مني، إفتكرت محلات الكوشر اللي كانت في امريكا ودي كانت محلات بقالةوأكل لليهود، المسلمين في أي مكان سواء أوروبا أو أمريكا ميشتروش اكلهم غير يا إما من محلات متبعة الشريعة الاسلامية يا إما من محلات الكوشر.

كوشر: هي كلمة عبرية تعني مناسب أو ملائم، وهي تستخدم مع الاكلات في العادة ولكن يمكن أن تستخدم مع أي من الطقوس الدينية. ولما تتقال علي أكل يبقي معناها إن الاكل ده صالح، لان اليهود عندهم قيود علي الاكل -المتدينين منهم طبعاً- مبيكلوش لحوم غير لو كانت مدبوحة بطريقة دبح اسمها (شيهيتا)وفيها الحيوان لازم يدبح بأسرع ما يمكن وبأقل الم، و ممنوع اكل الخنزير و الكابوريا والجندوفلي والجمبري-الاسماك القشريه-كمان اجزاءمعينة في الحيوانات الكوشرهي اللي تصلح، غير كده فيه شوية قواعد في ايه ممكن يتاكل مع ايه. عملية تحضير الكوشر نفسها إسمها كوشرينج، معنديش مرجعية إذا كان الكشري ده فعلاً إختراع يهودي ولا لأ إالا التشابه القوي في الأسماء ده وكمان انه فعلاً يمكن إعتباره كوشر لليهود.

اليهود -متخلطوش بينهم وبين الإسرائليين والصهاينه أرجوكم- كانوا عايشين معانا وكان ليهم دور في حياتنا وتاريخنا، وكنا عايشين مسلم ومسيحي ويهودي في مكان واحد، فرح واحد و هم واحد، المصلحة واحدة ومحدش كان يدري ده ديانته ايه ولا ينتقد تفاصيل في المعتقدات والنكت بتطلع علي القساوسه والشيوخ والحاخامات من غير حساسيات ولا نخوة فارغة، افتكروا شملا، وصيدناوي، افتكروا حسن ومرقص وكوهين الفيلم، افتكروا ان لغاية النهاردة حارة اليهود لسه بإسمها، افتكروا ان الانسان عمره ما هيكون انسان قبل ما يتقبل الجميع ويتواصل مع الديانات والمعتقدات والافكار المختلفة عنه من منطلق التفاهم وليس من منطلق التحدي او انا احسن منك. هي دي حكمة الاختلاف، حكمة ان نحيا


*******************************

هيا نصنع ارهابي

صور الارهابيين المنشورة في جميع جرائدنا مثال حي لإنعدام الاخلاق والسطحية والنظام القبلي الذي نحيا فيه، التمثيل بالجثث حرام حرام، ما اراه في الصور هو عجز النظام عن إصدار أي فعل إيجابي تجاه ما يحدث، وتشفي ساذج يبلغ العَتَه، أري إثنان من البشر بلغ بهم العجز والضجر وفقدان الامل في أي تغيير مداه، أري إثبات جديد أن النظام الذي نخشاه و نعمل له حساب و نَسُبه ونتهمه بالقصور والعجز هو شئ ليس له وجود من الاساس وإنما سراب مستمر بالقصور الذاتي، هش لدرجة مخيفة، ويالها من حرية صحافة عندما تُنشر صور من الواضح تماماً أنها منشورة بأمر النظام، العجز والعَتَه هما سمتان نعرفهم عن ظُهر قلب لنظامنا المجيد، ما يهمني فعلاً هم اطفال ستكون هذه اللقطات الوحشية جزء من ذاكرتهم وتكوينهم، التعود علي مناظر القتلي هو أول وأخطر خطوات تجنيد ما يسمونهم بإرهابيين وإنتحاريين،

رحمةً بنا يا ساسة، رحمةً بالاخلاق، رحمةً بجيل تدمرونه و تهونون في عقله قيمة الجسدوالحياة، مهلاً بنا، اتقونا، كلنا قنابل.


*******************************

......يا راجل أمن إيه بس، لسه من إسبوع كان عندي اتنين ظباط قعدو يسكروا لغاية اربعه الفجر وبعدين قلعوا هدومهم ونزلوا البحر، وسابوا الطبنجات بتوعهم معايا.......

(مسئول عن منتجع في نويبع)

*******************************

أهو كله اكل عيش

ثقافة الفاست فوود سيطرت علي حياتنا، الفاست فوود مش مجرد اكل، ده اسلوب حياة لها قِيمها ومقاييسها الخاصة، اللي بيعبر عنها النهارده الجملة اللي بتنتشر بسرعة جداً و هي:” ظبط الشغل أهم م الشغل”

يعني إصرف 99٪ من راسمالك علي المظاهر والدعايةو التسويق وعلاقات عامةو واجبات(ظبط شغل) واصرف 1٪ علي المنتج بتاعك (الشغل)؛ سندوتش الهمبرجر اللي بتدفع فيه خمستاشر وعشرين جنيه لا تتعدي تكلفته الحقيقيه جنيه واحد!!!

من أول المدرس اللي كان بيخش ف الحصة يهرج ويتريق ع الطلبة ويحكي نكت ويفطسنا م الضحك ويشرب معانا سجاير وكذلك في دكاترة الجامعة ومعيديها، لغاية برامج التفاهه التليفزيونية من قبيل:”وفنانتنا الكبيرة بقي بتحب تصيف فين؟!!وبتقري النص كام مرة؟! وكام حب ف حياتك؟ وإيه حل مشكلة المواصلات في رأيك كخبيرة في الهِشِكْ بِشِكْ؟!”

ولما نعرف إن صورة اللبن الطازه اللي بنشوفها ف الاعلانات دي ومليانه بقاليل وحركات ما هي إلا بويات بيضا والبقاليل دي كور بلاستيك، والشوربة الطازه اللي ف الاعلانات والخضار عايم علي وشها ما هي الا جيلي متثبت غلي وشه حتت الخضار، ولما تجربوها هتلاقو الخضار دايماً ف القعر!!!! كام مرة جالك الساندويتش اللي بتطلبه فيه أي شبه من الساندويتش اللي ف الصورة؟

بعد ده كله لازم تعرف قد إيه صعوبة إنك تلاقي منتج يستحق ما تدفعه فيه (تمنه فيه) له نفع حقيقي، بمعني اخر حاجة بتشتريها مش حاجة بتِتبَعلك!

سيدي الفاضل انت بتتاكل علي قفاك كل يوم، اكتر من مرة

سيدي الفاضل انت بتتاكل علي قفاك حالياً

المجلة اللي بين ايديك دلوقتي دي مثال لمنتج جرفه تيار الفاست فوود؛ لما ابتدينا كنا عايزين نقدم قيمة حقيقية وخدمة مميزة قبل أي شئ، حالياً فُقت لقيت إن المجلة مبتقولش حاجة تقريباً، قلب كده وشيل الصفحات اللي معمولة عشان الهجايص، من أول الابراج و التسالي بتاعة الناس الفاضية، ثم صفحات الحفلات عشان الشباب اللي عايز يتفرج علي شوية دلع ويقول :”فين يا عم إحنا وفين الكلام ده، جتنا نيله ف حظنا” وبعدين الاعلانات عشان ناكل مْم، وصفحة عشان نضحك تاني ونسأل ناس ساذجة أسئلة ساذجة وبالتالي يجاوبوا إجابات ساذجة وبعدين يروحوا يشتروا المجلة عشان يتفرجوا علي نفسهم ويقولوا لاصحابهم، وبعدين الصفحات الكلاشيهاتية اللي بنعرض فيها افلام القنوات الفضائية، مين لسة عايز يعرف ايه اللي ف التليفزيون حد يقوللي إنه فعلاً حاسس إنها بتقدم حاجة ليها معني أو وزن بعد ما كل قناة بتبعت رسايل الموبيلات بالافلام و بتوزع البرنامج الشهري ببلاش ف كل حتة، والافلام العربي أنا عن نفسي متخشش ذمتي بشلن، أما المواضيع -رغم إن فيه منها حاجات ليها موضوع يستاهل نتكلم فيه فعلاً-فمعلجتها وإسلوب عرضها فيه خفه وسطحية إلي حد كبير والسبب واضح؛ الناس عايزه كده، (لا أستثني نفسي من هذه الخفه بالمناسبة)، مش هي دي الحاجات اللي تخليني انزل أدور علي مجلة كل شهر و أحس إنها بتضفلي حاجة جديدة، أو بتفتحلي باب معرفة، بتنورني فعلاً.

مطب الفاست فوود ده بيتكرر كتير، نفس السيناريو، ناس تبتدي وهما بيقدموا شئ حقيقي ويبقي ليهم جمهور يمشيلهم بلاد و يقدرهم فعلاً ويدور عليهم و بعدين فكر السوق يسرقهم ويبتدوا هما اللي يجروا ورا الناس عشان يزودوا الجمهور، حاضر في عقلي من الامثلة فرقة وسط البلد مثلاً، بعد ما كانوا زمان من كام سنة بيدوروا فعلاً ورا فن للفن؛ شعر للشعر ومزيكا للمزيكا، كان جمهورهم مش زي النهاردة لكن كان جمهور متنقي بالواحد، ناس فعلاً بتقدرهم، مقدروش يكملوا علي نفس الخط؛ الكلام والمزيكا عشان الناس ترقص والسكسكة والشخاليل بقت هي الاساس، فتحي سلامة هو كمان خسارة كبيرة أوي، فنان تجريبي وبرضه كان بيلعب لكيفه واللي عايُزه يدور عليه، مش هنسي ابداً إني حضرتله حفلة ف سنة من السنين في مسرح الجمهورية وكان الجمهور لا يزيد عن تمانيه عشان كان فيه ماتش كورة مش عارف مين و كانت من أحلي المرات اللي لعب فيها.....

سواء إحنا أو فتحي أو وسط البلد و غيرهم كتير في مجالات مختلفة كلهم ليهم جمهور وفيه ناس بتحبهم زي البيج ماك بالظبط.

هل محتاج أقول إن كلامي ده من أملي ف إن يحصل تغيير، تحصل نوبة صحيان، قبل ما تتحول كل حاجة بنحبها لأشياء باردة بِلا قيمة؟ لسة بكتب هنا ولسه باروح لوسط البلد من وقت للتاني و كلي أمل في تغيير للأحسن.

وبعد ده كله لا يمكن إني أنكر تقديري لجميع اللي بيعملوا مجهود، حتي و لو غلطوا.


كاف


إحنا - مايو ٢٠٠٦

No comments: